علم الكيمياء، تاريخه، ونشأته

علم الكيمياء، تاريخه، ونشأته

ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺒﺄﻨﻬﺎ "ﻋﻠﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ للمادة"، ﻭﻫﻲ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ تعد فرعًا ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ، يهتم بأنواع ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ؛ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺩ أو ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ لها خواص ﻤﺤﺩﺩﺓ، ﻗﺼﺩ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ بها.

 

أصل كلمة كيمياء:

اختلف مؤرخو العلم حول أصل كلمة كيمياء، فمنهم من ردها إلى الفعل اليوناني chio الذي يفيد السبك والصهر، ومنهم من أعادها إلى كلمتي chem،kmt  المصريتين ومعناهما الأرض السوداء، ومنهم من يرى أنها مشتقة من كلمة "كمى" العربية أي ستر وخفى، وذلك إشارة إلى ما كان يكتنفه علم الكيمياء من الغموض والسرية.

 

تعريف علم الكيمياء:

 هو علم مختصّ بدراسة تركيب المادّة، والخواصّ والتغييرات المختلفة التي تطرأ على المادّة، في حال حدوث تفاعلات، أو تغييرات في الطاقة.

 

أول من تكلم عن علم الكيمياء:

قال ابن النديم أن أول من تكلم عن علم الكيمياء هو هرمس الحكيم البابلي، وله في ذلك عدة كتب، فيما زعم الرازي أن جماعة من الفلاسفة عملوا في الكيمياء مثل: فيثاغورس، ديموقراط، أرسطاليس، جالينوس، وغيرهم، حيث لايجوز أن يسمى الإنسان فيلسوفًا -حينئذ- إلا أن يصح له علم بالكيمياء. وهناك من يعتبر الكيمياء الصينية أقدم المعارف الكيميائية.

 

مراحل تطوّر علم الكيمياء:

 تقسم مراحل تطوّر هذا العلم إلى عدد من المراحل:

المرحلة الأولى: 

وفيها ارتبط علم الكيمياء بصناعة بعض الأدوات وخاصة بعد اكتشاف بعض المعادن، حيث توحي الشواهد الأثرية أن الإنسان قد مارس علم الكيمياء بطرق متعددة خاصة بعد أن اكتشف النار واستخدمها لطهو الطعام فكانت هذه أول العمليات الكيميائية.

وفي مرحلة لاحقة تمكن الإنسان من اكتشاف بعض العناصر مثل: الذهب والفضة واستطاع تشكيل هذه المعادن وصناعة أدوات الزينة.

وفي القرن الخامس قبل الميلاد جاء فلاسفة الإغريق بفكرة جديدة مفادها أن المادة تتكون من وحدات صغيرة جدًا تسمى الذرات، وهذه الذرات غير قابلة للفناء، ودخلت كلمة ذرة (Atom) كمصطلح جديد في ذلك الوقت.

 المرحلة الثانية: 

وارتبط خلالها علم الكيمياء بمهنة الطب، حيث انصبت الجهود على استخدام علم الكيمياء لتحضير الأدوية والعقاقير الطبية، حيث كان للصينيين والهنود اسهامًا بارزًا في تطور علم الكيمياء، وكان الطب هو الحافز لتطور علم الكيمياء في ذلك الوقت.

المرحلة الثالثة: 

وقد ارتبطت هذه المرحلة بظهور المنهج التجريبي على يد علماء العرب والمسلمين، ويشير الكثير من المؤرخين إلى أن القرن التاسع عشر يعد بمثابة العصر الذهبي للحضارات الاسلامية، حيث كان الفضل يعود لعلماء العرب والمسلمين في وضع الأسس لكثير من العلوم، ومنها علم الكيمياء، حيث قاموا بترجمة علوم الأمم ونقدوها وصححوا ما جاء فيها، من خرافات خاصة تلك التي ارتبطت بعلم  الكيمياء، كما كان لهم الفضل في استخدام الملاحظة الدقيقة والتجريب للتوصل إلى تفسيرات تعتمد على الأسس والمبادئ العلمية الخالية من الخرافة والشعوذة.

 

دور  العلماء العرب والمسلمين في مجال الكيمياء:

برز الكثير من العلماء العرب والمسلمين الذين كان لهم دور واسهامات في عظيمة في مجال الكيمياء وهم:

1/جابر بن حيان (737 م- 813م): ومن أهم مؤلفاته وأكثرها ندرة (السموم ودفع مضارها)، والذي ألفه عام 198هـ- 813م، واتبع فيه المنهج التجريبي العلمي، وقد اتبع هذا المنهج في جميع أعماله، واستحق بموجب ذلك لقب المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء والذي كان يسمى من قبل علم الصنعة .

كما أنه كان أول من وضع قوانين الاتحاد الكيميائي وقوانين النسب الثابتة، والتي نسبت خطأ إلى دالتون الانجليزي الذي جاء بعد جابر بن حيان  بعشرة قرون .

2/ أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (250 هـ - 320 هـ): وهو تلميذ جابر بن حيان ويعد مؤسس علم الكيمياء الحديثة، وقد بلغت مؤلفاته ما يقارب 220 مؤلفًا.

وقد تميزت كتاباته بالالتزام بالمنهج التجريبي، وقد كان أمينًا في اقتباساته ودقيقًا في ذكر المصطلحات وتعريفها بطريقة تسهل الفهم.ومن أهم كتبه  "سر الاسرار" والذي صنف فيه المواد الكيميائية تبعا لأصلها (حيوانية، نباتية، معدنية،... ).

3/ عز الدين الجلدكي (743 - 1342م):ويعد من أوائل من وضعوا قانون النسب الثابتة، والذي نسبه الغرب إلى "جوزيف برادست" 1799 والذي جاء بعد عز الدين الجلدكي بخمسة قرون، وكان  أول من فكر باستخدام الكمامات من معامل الكيمياء .

4/أبو قاسم المجريطي(398هـ)، وهو من أوائل من وضعوا أسس الاتحاد الكيميائي وأول من ذكر قاعدة بقاء المادة والتي نسبت بالخطأ لكل من بروسلي ولا فوازيه .

6/ أبو المنصور الموفق (القرن الرابع الهجري):وهو يعد مؤسس علم الكيمياء الصناعية، والتي نالت شهرتها ومكانتها في المناهج الجديدة في جامعات العالم .

 

فروع علم الكيمياء:

ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ:

  • ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ.
  • ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺨﺎﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺒﻨﻴﺘﻬﺎ ومكوناتها.
  • ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﺔ .

ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺘﺘﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ أربعة ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ:

  1. ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ (ﺍﻟﻼﻋﻀﻭﻴﺔ) ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ.
  2. ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ العضوية.
  3. ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ الفيزيائية.
  4. ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ التحليلية.

 

ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ:

ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ، ﻭﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ، ﻭﻅﻬﻭﺭ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺒﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ، ﻓﻨﺫﻜﺭ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎلات:

  • ﺍﻟﻁﺏ بكل ﻓﺭﻭﻋﻪ: (ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ، ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ الأنسجة، ﻤﻌﺎﺩﻥ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ،....).
  • مجال البناء والعمران:مواد لها خاصيات معينة.
  • مجال صناعة الأقمشة.
  • مجال المواصلات:التكنولوجيا الحديثة تتطلب مركبات لصناعة الأجهزة.
  • مجالات التغذية.
  • البيئة.
  • الأبحاث في أسرار اكون.

عزيزي الطالب...

للحصول على جميع المعلومات حول تخصصات العلوم الطبيعية، وتوفيرًا للوقت والجهد يمكنكم طلب المساعدة من مؤسسة إنجاز للدراسات والبحوث والتي تقدم مجموعة رائعة من الخدمات العلمية في شتى المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية.